نشأته
ولد يوم الثلاثاء 18 محرم عام 1322هـ، موافق 05 أبريل سنة 1904م، قبل احتلال المغرب من طرف فرنسا وإسبانيا بثماني سنوات 1912 1956
نشأ وترعرع في قرية وَردانة (مسقط رأسه)، ثم في قرية تَـغْـزوتْ، التي انتقل إليها أبوه خلال العقد الثالث من القرن الماضي، حيث شيد هنالك منزلا استقر فيه وأسرته.
تغزوت، هي قرية صغيرة قريبة من وَرْدانة، وتنتمي هي أيضا إلى قبيلة بني وْليشْـك. سكانها قليلون، منهم من يشتغل في أعمال الفلاحة وتربية الماشية، التي تعد المصدر الأساس لمعيشتهم، ومنهم من هاجر إلى أوربا بحثا عن تحسين أوضاعه الاقتصادية، ومنهم من نزح، لنفس الغاية، إلى المدن المجاورة، وبالأخص إلى مدينة الناظور، وتطوان، وطنجة.
وتحيط بـتَغْزوت مجموعة من القرى، منها إِكَرْدوعَنْ، وتِمَشْنينْ، والرُّبْضَثْ وغيرها؛ وهذه الأخيرة تنتمي إلى قبيلة بني سعيد التي تقع ما بين قبيلة بني وْليشْك شرقا وبين البحر الأبيض المتوسط جنوبا، وبذلك لا تتوفر أية قرية من القرى السالفة الذكر على حدود مشتركة مع البحر. كما أن كل الإدارات الحكومية والمصالح العمومية لقبيلة بني وليشك تتجمع في مركزها الموجود في بَنْطَيَّبْ.
ولبني وْليشْك حدود مع قبيلة بني سعيد، وتَمْسَمان، وتَفَرْسيتْ ، ومْطالْسة. ولكل منها مركز إداري تتجمع فيه الإدارات الحكومية والمصالح العمومية، مثل القيادة والمحكمة ومركز الدرك، والسوق العمومي الأسبوعي وغير ذلك. فبالنسبة لقبيلة بني وْليشْك،فيوجد مركزها في بَنْطَيَّبْ، حيث يقام فيه سوقها الأسبوعي يوم الأربعاء، وقبيلة تَمْسَمان فمركزها موجود في بودِينار، ويقام فيه السوق يوم الخميس، أما قبيلة مْطالْسة فيوجد في الدريوش (تحول حاليا إلى إقليم)، وكان السوق يقام يوم الجمعة ثم استبدل بعد الاستقلال بيوم السبت، في حين أن سوق بني سعيد يقام يوم الثلاثاء في مركزها الموجود في دار كَبْداني، وسوق قبيلة تَفَرْسيتْيقام يوم الاثنين في تفرسيت.
تزوج يوم 8 جمادى الثانية عام 1351هـ، الموافق لـ 7 أكتوبر سنة 1932م من إَحْياتَنْ في قرية أَذْرا التابعة بدورها لقبيلة بني وْليشْك، من فاطمة، كريمة الحاج محند يولال، رفيق عبد الكريم الخطابي وساعده الأيمن. عاشت معه حياة مديدة سعيدة، مبنية على التفاهم المطلق وعلى الاحترام المتبادل، أنجباخلالها اثني عشر خلفا: تسعة ذكور وثلاث بنات.وانخرط في سلك القضاء في نفس السنة التي تزوج فيها، حيث تم تعيينه قاضيا على قبيلتي بني وايشك وتفرسيت.
سكن وأسرته في بداية الأمر، مثل سائر إخوانه الذكور، بمنزل أبيه االكائن بقرية تغزوت (بني وليشك). وفي سنة 1937 اانتقل إلى مسكنه الخاص، الذي بناه بالقرب من منزل أبيه.
وحينما أحيل على التقاعد (31 مارس سنة 1973)، استقر في مدينة تطوان، ليعيش -أخيرا- وسط أسرته، بين أولاده وأحفاده، وليتفرغ للمطالعة ولاهتماماته الشخصية....
أدى فريضة الحج مرتين، الأولى وحده عام 1357 هـ، موافق 1939م، عن طريق البحر، بواسطة باخرة "ماركيس دي كومياس" الإسبانية، والثانية برفقة حرمه عام 1394هـ، موافق 1975م، بواسطة الطائرة.
مارْكيس دي كومِياس، كانت أول باخرة وضعتها إسبانيا رهن إشارة حجاج المنطقة الشمالية لنقلهم إلى الديار المقدسة. وقد قامت برحلتها الأولى سنة 1937م، انطلاقا من ميناء مدينة سبتة نحو ميناء جدة، مرورا بمدينة مليلية، وطرابلس، وبنغازي، وبور سعيد، والسويس. وكان ثمن التذكرة (ذهابا وإيابا) في رحلتها الثالثة (14 ذي القعدة عام 1357هـ، موافق 5 يناير 1939م)، التي كان ضمن حجاجها السيد العوفي، 1.950 بسيطة للدرجة الأولى (حوالي 12 أورو)، و 1.400 بسيطة للدرجة العادية (حوالي 9 أورو).
توفي -رحمه الله- في مستشفى ابن سينا بالرباط، يوم الثلاثاء 10 ذي القعدة عام 1399هـ ، موافق 2 أكتوبر سنة 1979م، ودفن في تطوان، في مقبرة سيدي المنظري، إلى جوار قبر ولده جمال، المتوفى يوم الجمعة 14 جمادى الأولى عام 1388هـ، موافق 9 غشت سنة 1968، ثم دفنت إلى جوارهما بعد ذلك حرمه، المتوفاة يوم الثلاثاء 6 رجب عام 1419هـ، موافق 27 أكتوبر من سنة 1998م. تغمدهم الله جميعا برحمته الواسعة وأسكنهم فسيح جناته. آمين.